ادعمنا

القنبلة القذرة - Dirty Bomb

 

القنبلة القذرة  "Dirty Bomb" أو ما يطلق عليها أيضا أسلحة التشتت الإشعاعي"RDD"، هي أداة فجة تتألف من متفجرات عادیة تقليدية مثل مادة (TNT2) و مادة (C4) أو مزیج من زیت الوقود والسماد، یضاف إلیها مواد شدیدة الإشعاع. وتولد المواد المتفجرة المنبثقة منها دفقة حرارية تؤدي إلى تبخير المادة المشعة ونشرها أو ذرها في الهواء و دفعها عبر مساحة واسعة، مسببة بذلك خطرا و تلوثا إشعاعيا طويل المدى یصیب الأفراد و البیئة.

وقد اعتبرت القنبلة القذرة سلاحا محتملا للإرهاب يخلق الذعر والفزع والكوارث في المناطق المزدحمة بالسكان، فهي في البداية قد تؤدي إلى قتل عدد قليل من الأشخاص المجاورين لمكان الانفجار، إضافة إلى إحتمالية الإصابة أيضا بمرض خطير جدا حسب ما رجح إليه عدد من الخبراء، وهذا‏ في حال ما إذا كان الضحايا قريبين من القنبلة بسبب التعرض المباشر للإشعاعات الناجمة عنها، غير أن هدفها الرئيسي الذي تستخدم من أجله هو إحداث ضرر نفسي بدلاً من الأذى الجسدي من خلال إثارة الذعر والرعب لدى السكان المستهدفين. كما أنها تحول الكثیر من الممتلكات لمواد لا تصلح للاستعمال الآدمي، إلا إذا  عولجت معالجة مكلفة وباهظة الثمن،‏(بحيث أن تكلفة التنظيف بعد التعرض لانفجار قنبلة قذرة يمكن أن تتراوح من أقل من مليار دولار إلى عشرات المليارات ‏من الدولارات، وذلك اعتمادًا على حجم المنطقة الملوثة، وتقنيات التطهير المستخدمة وكذا مستوى التنظيف المطلوب).

إن مواد صنع القنبلة القذرة يمكن أن تُأخذ من أي من المصادر عالية الإشعاع التي تستخدم في مئات التطبیقات الطبیة والصناعیة والعلمیة في جميع أنحاء العالم (من هذه المواد: الكوبلت-60، أو الإستر نشیوم-،90 أو السیزیوم-137، أو الإریدیوم-192، أو البولونیوم-210، أو الرادیوم-226، أو البولونیوم-238، أو الأمریشیوم-241، أو الكالیفورنیوم-252)، مما يجعل أمر الحصول عليها سهلا نسبيا لأنها غالبا ما تكون غير محفوظة بشكل آمن، و هذا ما استدعى من الدول ضرورة تكثيف الجهود لجعل هذه المواد خاضعة لأنظمة رقابیة صارمة تحول دون تمكن الجماعات الإرهابية من الحصول علیها واستخدامها في مخططاتهم الإرهابیة. 

ولقد كشف مركز السيطرة على الأمراض التابع للحكومة الأمريكية (CDC) أن إشعاع القنبلة لا يرى بالعين ولا يمكن الشعور به أو شمه، و يمكن اكتشافه فقط بأدوات خاصة يحملها بالفعل الكثير من العاملين في قطاع الطوارئ. ويساهم الكشف الفوري عن نوع المواد المشعة المستخدمة في التقليل كثيراً من أعداد الضحايا وحجم الأضرار. 

و يمكن ضبط و تحديد آثار التعرض للإشعاع الناجم عن القنبلة القذرة من خلال ما يلي:

أ- كمية الإشعاع التي يمتصها الجسم؛

ب- نوع الإشعاع (جاما أو بيتا أو ألفا)؛

ت- المسافة من مصدر الإشعاع إلى الفرد؛

ث- وسائل التعرض - الخارجية أو الداخلية، وطول الوقت المكشوف.

تميل الآثار الصحية للإشعاع إلى أن تكون متناسبة طرديًا مع جرعة الإشعاع. بمعنى آخر، كلما زادت جرعة الإشعاع، زاد خطر الإصابة وشدتها.

 

الفرق بين القنبلة القذرة والقنبلة النووية:

أ- القنبلة القذرة ليست قنبلة نووية، فالقنبلة النووية تحدث انفجارًا أقوى بملايين المرات من القنبلة القذرة، بحيث أن القنبلة القذرة تحدث تلوثا اشعاعيا فقط بينما القنبلة النووية تحدث انفجارا نوويا.

ب- يمكن أن تنتشر سحابة الإشعاع من القنبلة النووية آلاف الأميال المربعة، في حين أن إشعاع القنبلة القذرة يمكن أن يتشتت على بعد بضعة كتل أو أميال من الانفجار.

ت- القنبلة القذرة ليست «سلاح دمار شامل» ولكنها «سلاح اضطراب شامل»، حيث التلوث والقلق هما الهدفان الرئيسيان لها.

 

الإجراءات الوقائية:

بشكل عام، يتم توفير الحماية والوقاية من الإشعاع من خلال:

أ- تقليل وقت التعرض للمواد المشعة.

ب- البعد عن مصدر الإشعاع قدر الممكن. 

ت- الحماية من التعرض الخارجي واستنشاق المواد المشعة.

 

تدابير مقترحة من قبل باحثين وخبراء في الشأن النووي، للحد من مخاطر حصول الإرهابيين على قنابل قذرة:

أ- تحسين نظام الضمانات الدولية المطبق والمستخدم من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) 

ب- التفاوض بشأن معاهدة حظر إنتاج المزيد من المواد الانشطارية لاستخدامها في صنع الأسلحة النووية أو الأجهزة المتفجرة النووية الأخرى.

ت- التوقف عن إعادة معالجة البلوتونيوم وتصنيع وقود نووي مختلط الأكسيد (MOX).

ث- تمويل البحوث لإيجاد بدائل للمواد المشعة لاستخدامها مثلا في تعقيم الأغذية وكشف الدخان. 

ج- توسيع استخدام أنظمة الكشف عن الإشعاع.

ح- منع الإرهابيين من الحصول على المواد الانشطارية والبلوتونيوم واليورانيوم عالي التخصيب لتصنيع المتفجرات النووية البدائية، ومن الحصول على كميات كبيرة من النظائر المشعة، وخاصة السيزيوم 137 والسترونتيوم 90 والكوبالت 60 والبلوتونيوم لصنع قنبلة قذرة. 

 

 

المصادر والمراجع:

الهيئة العربية للطاقة الذرية، الذرة والتنمية (مكافحة السرطان في الدول النامية، مسبار نترونات الأشعة الكونية: تقنية جديدة لرصد رطوبة التربة، المفاعلات النووية ذات الوحدات صغيرة القدرة: ‏المفاعل ‏SMARTأ نموذجا، الإرهاب النووي وضروريات الأمن النووي)، نشرة علمية إعلامية فصلية ربع سنوية، المجلد الثالث والثلاثون ، العدد الأول 2021

قناة العربية، إحدى أسلحة الدمار الشامل.. تعرف على مخاطر القنبلة القذرة، 24/10/2022

حسان رافاييل، ما هي "القنبلة القذرة"؟ وبماذا تختلف عن "النووية"؟،Euronews، 24/10/2022

UNITED STATES‏ ‏DEPARTMENT OF LABOR, Radiological Dispersal Devices (RDD) / Dirty Bombs, ‎Occupational Safety and Health Administration

Jonathan Medalia, ”Dirty Bombs”: Background in Brief, Congressional Research Service, June 24, 2011

United States Nuclear Regulatory Commission, Dirty Bombs (Background), February 2020

Dr. Frank Barnaby, Dirty Bombs and Primitive Nuclear Weapons, Oxford Research Group, June 2005.‎

إقرأ أيضاً

شارك أصدقائك المقال

ابقى على اﻃﻼع واشترك بقوائمنا البريدية ليصلك آخر مقالات ومنح وأخبار الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ

ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻚ في ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ البريدية، فإنَّك ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻼم اﻷﺧﺒﺎر واﻟﻌﺮوض والمعلوﻣﺎت ﻣﻦ الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ - Political Encyclopedia.

اﻧﻘﺮ ﻫﻨﺎ ﻟﻌﺮض إﺷﻌﺎر الخصوصية الخاص ﺑﻨﺎ. ﻳﺘﻢ ﺗﻮفير رواﺑﻂ ﺳﻬﻠﺔ لإﻟﻐﺎء الاشترك في ﻛﻞ ﺑﺮﻳﺪ إلكتروني.


كافة حقوق النشر محفوظة لدى الموسوعة السياسية. 2024 .Copyright © Political Encyclopedia